Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

جامعة الإمارات

$
0
0
د. حسن مدن

لا يمكن الحديث عن الأوجه المتعددة للنهضة في دولة الإمارات دون الوقوف عند الدور التعليمي والتربوي الكبير الذي اضطلعت به جامعة الإمارات، التي أنشئت عام 1976 كأول جامعة وطنية حديثة ومتطورة على يد مؤسس الدولة ومُرسي القواعد الصلبة لنهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث جرى اختيار واحدة من مدن الإمارات الجميلة، مدينة العين، لتكون مقراً للجامعة.
إذا انطلقنا من أن التنمية البشرية في أي مجتمع هي حجر الزاوية للتنمية عامة، نلاحظ ما اضطلعت به جامعة الإمارات من إعداد أجيال من الجامعيين، ومن الجنسين، نجدهم اليوم في مواقع مرموقة في وزارات الدولة وإداراتها المختلفة، وفي كافة مناحي الحياة الاقتصادية والإدارية والثقافية في كافة إمارات الدولة. والكوادر التي أعدّتها الجامعة، وما زالت، هي التي وظفت المعارف والمهارات التي تلقتها فيها في بناء الدولة على كافة الصعد، وأسهمت بقسطها الكبير في تحقيق النجاحات التي يشهد القاصي قبل الداني بها لدولة الإمارات.
ولهذا كله، فإن مجلس أمناء جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، أحسن الاختيار حين أعلن عن منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة الخامسة عشرة (2017/2016) إلى هذه الجامعة التي استمرت في أداء دورها التعليمي والتنويري على مدار ما يزيد على أربعة عقود.
وكانت في محلها تماماً إشارة مجلس أمناء الجائزة بالشعور بالفخر لكون هذا الخيار يتوافق مع إعلان عام 2018 عام زايد، حيث أراد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لجامعة الإمارات أن تكون مصدر إشعاع حضاري للفكر والثقافة والعلوم. وهذا ما نجحت الجامعة في أن تكونه على كل حال، حين ننظر اليوم إلى مخرجاتها الكبيرة، وأثر هذه المخرجات فيما حققته دولة الإمارات من منجزات، وفي رفد المجتمع بالكوادر المؤهلة في شتى حقول المعرفة.
أمين عام مؤسسة سلطان العويس، الأديب عبد الحميد أحمد قال في إعلان منح الجائزة لهذا العام «إنها المرة الأولى التي تمنح فيها جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي إلى مؤسسة تعليمية، اعترافاً وتقديراً بدور المؤسسات التعليمية في نشر المعرفة ونقلها من جيل إلى جيل، وهذا ما تصبو إليه الجائزة حيث المعرفة حق للجميع، ومن يبدع في معرفته يُكافأ، ومن يثابر يُكرم».
والوشائج بين التعليم والثقافة، على ما نعلم، وشائج قوية، فلا ثقافة تنهض وتتطور وتعطي بدون تعليم، وتتسع المساحات التي تغطيها مروحة الثقافة في المجتمع كلما زادت فيه مساحات التعليم. وهذا ما وجد تجلياً له في تجربة الإمارات نفسها، حيث أدت النهضة التعليمية في الإمارات، إلى ما تحقق فيها من حيوية ثقافية، لذا فإن اختيار جامعة الإمارات بالذات لتكون هي هذه المؤسسة التعليمية التي يذهب إليها التكريم يأتي متسقاً مع هذه الرؤية.

madanbahrain@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>