جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها سموها إلى مؤسسة التنمية الأسرية أمس، واجتماع سموها بالإدارة العليا للمؤسسة؛ حيث شهدت بمركز أبوظبي جانباً من الورش التدريبية لمشروع تنمية قدرات الطفل، ضمن البرنامج الاستراتيجي الحكومي «الطفولة المبكرة»، والذي أطلق المرحلة الأولى منه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في شهر مارس/ آذار الماضي، وتنفذه المؤسسة للأطفال والأمهات والمربيات في مراكزها كافة، ويهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنمية قدرات الأسرة للتعرف إلى الإمكانات والقدرات الكامنة لدى أطفالهم.
و اطلعت سموها على سير العمل في مركز خدمة إسعاد المتعاملين في المركز، والنظم الإلكترونية الحديثة التي تستخدمها المؤسسة في استقبال جمهورها، والمستهدفين من برامجها، من جميع أفراد وفئات المجتمع، سواء كانوا أسراً أم أطفالاً أم شباباً أم كبار سن.
وتابعت سموها، من خلال بث مباشر عبر الشاشات، سير العمل في ورش التدريب لبرنامج الطفولة المبكرة، من مركز مؤسسة التنمية الأسرية في مدينة العين.
عمق الاتحاد
وقالت سموها، إن الإمارات، وهي تحتفل بيومها الوطني السادس والأربعين، تؤكد عمق الاتحاد الذي صنعه المؤسسون الأوائل الشيخ زايد الخير طيب الله ثراه ومن كان معه من الرجال المخلصين، الذين آمنوا بأهمية الاتحاد وقوته ومنعته، وراهنوا على استمراره عبر السنين، وها هو اليوم بجهود أبنائه يقف شامخاً ويستمر في رفد العالم بالمفاجآت والمبادرات العالمية التي أدهشت الآخرين، فوقف له العالم احتراماً وتقديراً.
وأضافت سموها أن تماسك أبناء الإمارات أثمر نجاحات كثيرة لهذا الوطن الكبير برجاله ونسائه، مشيرة إلى أن الأسرة الإماراتية في تلاحم دائم وتعاضد مستمر، تسهم في بناء الأجيال، ومن خلال تنشئتها لأبناء مؤمنين بالمصير الواحد، فهي تشكل أحد الروافد المهمة لمسيرة صناعة الحاضر واستشراف المستقبل.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «إن ما تقدمه حكومة الإمارات لأبنائها كثير، وذلك لإيمانها بأن شعب الإمارات وكل من يعيش على أرضها يستحق الأفضل على الدوام، وأشادت سموها بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والتي أمر بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تمثلت في توزيع مساكن وأراضٍ خاصة على المواطنين في إمارة أبوظبي، الأمر الذي سيسهم وبشكل مباشر في تعزيز وتماسك واستقرار الأسرة في الإمارة، التي لا تقف الإنجازات فيها عند حد.
دور الأسرة
ودعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الآباء والأمهات والأبناء إلى أن يكونوا على مستوى المسؤولية المنوطة بهم، كأفراد مؤثرين في المجتمع، ومتأثرين بما يدور حوله، مؤكدة دور الأسرة في حماية أبنائها ورعايتهم وتحصينهم بحب الوطن، وعدم التأثر بالأفكار الهدامة والضالة التي تستهدفهم كما تستهدف غيرهم من الشباب في كل مكان، وأشارت إلى أن دور الأسرة لا يتوقف عند الرعاية فقط، بل إن عليها دوراً كبيراً يتمثل في تحصين الأبناء وتثقيفهم وحمايتهم ومتابعتهم في كل الأحوال، وأن على الوالدين تقع مسؤولية الحفاظ على أبنائهم وعدم تركهم ضحايا للفكر المنحرف والتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تسعى للبناء بقدر ما تحرض على الهدم.
رافق سمو الشيخة فاطمة خلال الزيارة نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، و الدكتورة مها بركات مستشارة بالمكتب التنفيذي في حكومة أبوظبي، وكان في استقبال سموها لدى وصولها إلى المركز مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، ومديرات الدوائر والمستشارات والخبيرات ومديرات الإدارات ورئيسات الأقسام، وعدد من موظفات المؤسسة.
إدارة المخاطر
وأطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال الزيارة «سجل إدارة المخاطر الاجتماعية» الذي يأتي ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة في استشراف وصياغة مستقبل التنمية الاجتماعية المستدامة والتوجهات المستقبلية لها، في ظل المتغيرات الاجتماعية المتسارعة، وتطوير السياسات الاجتماعية الاستباقية للتعامل معها بكفاءة وفعالية، وفق أحدث الأسس العلمية؛ حيث اعتمدت مؤسسة التنمية الأسرية مفهوم إدارة المخاطر الاجتماعية الناشئة» emerging social risks «والناتجة عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة كنهج تخطيط استباقي شامل ومتكامل للرصد والتنبؤ بالمخاطر الاجتماعية الحالية والمحتملة على المدى القريب والبعيد، ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى على جميع المستويات؛ لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة الإمارة.
وأشارت مريم محمد الرميثي مدير عام المؤسسة في كلمتها التي رحبت فيها بسمو الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى أن مؤسسة التنمية الأسرية عملت على استشراف المستقبل في مجال التنمية الاجتماعية، من خلال دراسة وتحليل كافة الدراسات والتقارير التي تم إعدادها من قبل المؤسسة وشركائها الاستراتيجيين خلال العام 2017؛ لتسليط الضوء على مستقبل المحور الاجتماعي في إمارة أبوظبي، والمساهمة في إعداد مبادرات استباقية ومبتكرة لاستشراف مستقبل التنمية الاجتماعية في إمارة أبوظبي.
وفي ختام الاجتماع كرمت سمو «أم الإمارات» فريق عمل الحفل الختامي لبرنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والإبداع المجتمعي. (وام)