Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

جزيرة دلما.. القلب النابض لتجارة اللؤلؤ

$
0
0
أبوظبي: نجاة الفارس

يسلط كتاب «جزيرة دلما والغوص على اللؤلؤ في الوثائق البريطانية»، الضوء على جوانب تاريخية مضيئة لهذه الجزيرة التي كانت في الماضي القريب القلب النابض لتجارة اللؤلؤ في الساحل الجنوبي للخليج العربي.
ويوضح مؤلف الكتاب خالد بن عيد بن محمد بن جاسم المريخي، أن الجزيرة كانت في الماضي البعيد مستوطنة بشرية، وأن هذا التاريخ لم يوف حقه الكامل في صفحات كتب التاريخ، مبيناً أن كتابه أول كتاب شامل يوثق كل الجوانب التاريخية، والسياسية، والاقتصادية للجزيرة.
يستشهد بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، «الدخل كله كان في الماضي من دلما من الغوص، وصيد اللؤلؤ يساعد في الإنفاق على المدن والقرى»، ويهدي المؤلف كتابه إلى رجال الغوص الصناديد البواسل، إلى آبائنا وأجدادنا الشجعان، الذين سطّروا ملاحم البطولة والشرف والفداء، وهم يصارعون أمواج البحر العاتية بسواعدهم وصدورهم العارية، متسلّحين بالإيمان وأدواتهم البدائية، إلى الذين بنوا لنا مجداً نتفاخر به، إلى أرواحهم الطاهرة، وإلى من بقي منهم، وإلى درة الجزر، وعاصمة اللؤلؤ، وسيدة التراث دلما.
ويقول خالد المريخي إن الدافع الرئيسي وراء عمله في هذا الكتاب، المغفور له الشيخ زايد، مؤسس الدولة الذي غرس في عقولنا ونفوسنا حب الوطن وتراثه، والتمسك بما قام به الآباء والأجداد من أعمال جليلة وتضحيات نعمل على الحفاظ عليها، كي تكون نبراساً للأجيال القادمة، لذلك شهد عهده إشهار العديد من جمعيات التراث في أنحاء الدولة، وسارت على دربه ونهجه القيادة الحكيمة.
ويستطرد قائلاً: كنا نسمع منذ الصغر الأهل والأقارب والأصدقاء وهم يتحدثون عن ذكريات أهل الجزيرة، والدور الكبير الذي قاموا به من أجل الحصول على لقمة العيش، كانت سفنهم تمخر عباب البحر، وهم ينشدون الهولو واليامال بحثاً عن اللؤلؤ، غير عابئين بالبحر وأهواله وأسماكه المفترسة، التي قضت على البعض منهم، فقد كان إصرارهم وتحديهم وعزيمتهم وسواعدهم أقوى من مخاطر البحر، كانوا يغوصون في أعماقه وينتزعون من قيعانه المحار، لقد استطاعوا بتكاتفهم وتعاضدهم وتفانيهم تكوين مجتمع متماسك متحاب، ازدهرت من خلاله تجارة اللؤلؤ، وعمّ الرخاء والازدهار ربوع الجزيرة، وقامت بواجبها تجاه الوطن، وليس هناك أكبر وأغلى من شهادة المغفور له الشيخ زايد مؤسس الدولة وبانيها، حينما شهد لها بذلك، لقد نالت الشهرة والمنزلة الرفيعة واحتلت مكاناً مرموقاً في المنطقة، وغدت مركزاً مهماً لاستخراج اللؤلؤ حتى ثلاثينات القرن الماضي، لقد كانت مركزاً تجارياً تتوافد إليها مئات السفن من أنحاء المعمورة وخاصة في موسم صيد اللؤلؤ، ساعدها في ذلك موقعها المميز في الخليج، ومغاصات اللؤلؤ القريبة والمحيطة بها، وأطلقت عليها عدة تسميات في عهد اللؤلؤ لأهميتها، ولسحر جمالها منها: «بومباي الصغيرة» و «أم الجزر»، و«باريس الساحل».
يتألف الكتاب من أربعة عشر فصلاً، حملت العناوين الآتية: خلفية تاريخية، الاسم والألقاب، جغرافية المكان، مستوطنة منذ ما قبل التاريخ، وصف دلما في القرن التاسع عشر، دلما في النصف الأول من القرن العشرين، جزيرة اللؤلؤ، بيت المريخي، مساجد دلما، الحياة الاجتماعية، صفحات من تاريخ دلما، دلما والشعر والفن، الرقيق في دلما، البحث عن الحديد والنفط في دلما.
ويتحدث ابن جزيرة دلما خالد المريخي عن شعراء الجزيرة، فهي لم تنجب فقط تجار اللؤلؤ والطواشين والنواخذة والغواصين ورجال الأعمال وبناة المساجد والمنازل، بل أنجبت أيضاً الشعراء الذين تناقل سكان دلما وأبوظبي أشعارهم، وتركوا أثرهم في مسيرة الشعر في الإمارة، وكما احتل الشعر والشعراء مكانة خاصة في أبوظبي والإمارات، فقد احتلوا مكانة أكثر خصوصية في دلما، وكان للشعراء منزلة اجتماعية مرموقة يحتفي بهم أهل الجزيرة ويقدرونهم ويفسحون لهم مكان الصدارة في مجالسهم، مثلما كان معروفاً عن علاقة محمد بن جاسم المريخي بالشاعر الشيخ عبد الرحمن المبارك والشاعر سعيد بن عوضة المريخي، وتتضمن قائمة شعراء دلما: محمد بن عوضة المريخي، وعلي بن خميس بن مطر القبيسي، وخلفان بن حارب المشوي، وبيات بن محمد كليب الهاملي، ومن الشعراء المعاصرين، عيد بن خليل المريخي، الذي قدّم العديد من القصائد الوطنية والغزلية التي تغني بها الكثير من المطربين العرب.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>