تابعنا، خلال الأيام القليلة الماضية، إعادة تشكيل المجالس المحلية للشباب، التي أنشئت قبل عام تقريباً، في إمارات الدولة، وتقف على رأسها الوزيرة الشابة فخر بنات الإمارات شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس الإمارات للشباب.
والمجالس المحلية للشباب جرى إنشاؤها؛ بهدف تعزيز العمل الشبابي في كل إمارة؛ استلهاماً من روح الاستراتيجية الأم، التي تحظى باهتمام الدولة والحكومة والشعب؛ وهي الاستثمار في الإنسان، وخاصة فئة الشباب؛ لأنهم كما يقال نصف الحاضر وكل المستقبل، ويجب أن يكونوا أهلاً للمهام الجسام الملقاة على عواتقهم، وفي القمة منها؛ الحفاظ على سيادة الوطن ومكانته المرموقة وديمومة تطويره وتحديث أركانه.
لقد أوكل إلى المجالس الاهتمام بالقطاعات الشبابية؛ من خلال ترجمة الأجندة الوطنية للشباب إلى مبادرات وابتكارات ومشروعات عمل ومبادرات ذكية منتجة، بالتعاون مع المجالس التنفيذية للإمارات؛ لتتحول كل الأفكار البناءة المتعلقة بالشباب إلى ساحات عمل يبدعون فيها، ويتمكنون من استثمار طاقاتهم الخلّاقة، وعقولهم الفتية المتفتحة الناضجة، وطموحهم الذي لا يتوقف عند حد، أملاً في بناء غد يكون أفضل حالاً من اليوم.
المجالس المحلية للشباب بعد عام من العمل، يفترض أن تقول شيئاً، تقدم كشف حساب عن عام مضى من عمرها، تتحدث بشفافية وموضوعية ودون وجل عن نتاجات مرحلتها، ما الذي أنجزته، والعقبات التي واجهتها، واقتراحها لتذليل كل الصعاب ليستعيد الركب حيويته، ويواصل انطلاقه للأمام بسرعة عصره، نحو مستقبل سنكون فيه الأسعد حالاً؛ لأننا خططنا له مسبقاً، وأعددنا العدة لتشكيله والتأثير فيه.
والمجالس الجديدة يجب أن تأخذ الأمر بمنتهى الجدية والحزم، وتتعرف إلى تفاصيل عمل سابقاتها؛ لتستطيع الاستمرار في المبادرات الإيجابية وتطويرها، وتلافي الأخطاء وهفوات العمل العادية إن وجدت، وتبني على ما أنجز السابقون، ومن الضروري بطبيعة الحال أن تكون لديها خطة عمل استراتيجية للعام، وخطط تكتيكية تعمل على تنفيذها وصولاً إلى تحقيق الهدف الأكبر أو الأهداف الكبرى.
الشباب أمام تجربة فريدة ورائعة، يشاركون في رسم حاضر ومستقبل وطنهم، ولديهم كل الإمكانات اللازمة المتوافرة وبزيادة، ونحن على ثقة أن الحكومة سخية معهم في هذا المجال، وبالتالي يجب أن يبدعوا ويبتكروا ويظهروا الجديد الإيجابي؛ لتسعد قيادتهم بهم، وليهنأ الشعب بشبابه القادر على التغيير لمصلحة الجميع.
نريد من المجالس السابقة أن تسعدنا بما أنجزت، وتقدم النصح للقيادات الشابة الجديدة؛ لتواصل المشوار في مدرسة تأهيل القادة والكوادر فائقة التميز، الذين يفخر الوطن بهم وبكل ما ينتجون، والمجالس الجديدة مطالبة أن تكون قريبة من النبض الجماهيري دائماً، وتتابع كل ما تقوله القيادة الحكيمة في المناسبات المختلفة، ففيه ملامح استراتيجية لمسيرة الوطن كله، نحو مستقبل مشرق تكون الراية فيها تعانق عنان السماء، والوطن الغالي في طليعة كل الأوطان.
ebnaldeera@gmail.com